قال محمد البلتاجي، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للتمويل الإسلامي، إن المملكة المغربية تفوت على نفسها استثمارات إسلامية هائلة في كافة المجالات الاقتصادية، بسبب عدم توفرها على بنية مصرفية للتمويلات الإسلامية.
وأوضح البلتاجي، جوابا عن سؤال لهسبريس حول الفرص الاستثمارية التي تتيحها التمويلات الإسلامية، أن المغرب بمقدوره استقطاب استثمارات كبرى قادمة من دول الخليج، على وجه الخصوص، لتمويل مشاريع سياحية وصناعية وغيرها، مضيفا أن "هذا الأمر يرتبط بضرورة
توفر بيئة مصرفية تعمل وفق الضوابط الشرعية الإسلامية".
توفر بيئة مصرفية تعمل وفق الضوابط الشرعية الإسلامية".
وعزا البلتاجي، الذي يحضر ملتقى التمويل الإسلامي الذي ينظم في مراكش، تأخر المغرب في إدخال نظام المصارف الإسلامية للبلاد إلى بعض العوامل التي "ربما ترتبط بعدم إلمام الصيارفة المغربية بآليات وفوائد نظام التمويلات الإسلامية".
ولفت البلتاجي إلى أن "هناك رجال أعمال من الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من دول الخليج العربي يرغبون في توظيف استثماراتهم في دول الخارج، من بينها المملكة المغربية، لكنهم في المقابل يبحثون عن دول تتوافر فيها أنظمة مصرفية إسلامية".
وتابع المتحدث، الذي يعتبر أحد كبار خبراء التمويلات الإسلامية في الشرق الأوسط، بأن "معظم رجال الأعمال يتوجهون صوب بريطانيا، التي فطنت للإمكانيات الهائلة التي توفرها هذه التمويلات الإسلامية، ورخصت لبنوك إسلامية بالعمل على أراضيها". وأردف بأن "المغرب أولى بهذه الاستثمارات، وإذا قام بتهيئة البيئة الملائمة لاستقطابها، فإنه سيجد التمويل الكافي لمشاريعه الاقتصادية".
وينظم ملتقى التمويلات الإسلامية، على مدى يومين، ويجمع خبراء ورؤساء شركات ومؤسسات مالية، وصانعي القرار من مصر والمغرب وتونس والجزائر وقطر والإمارات والسنغال والطوغو والنيجر وفرنسا، ويبحث الفرص التي توفرها التمويلات الإسلامية في سياق أزمة السيولة المالية، بحضور 70 مشاركا يبحثون الفرص التي يتيحها التمويل الإسلامي في ظروف شح السيولة النقدية التي يجتازها العالم.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى الدولي في سياق قرب إصدار القانون المغربي الجديد للمصارف، والذي يتضمن لأول مرة بنودا خاصة بالتمويلات الإسلامية.
وقال منظمو هذا اللقاء إن جميع البنوك والمؤسسات المالية المغربية وضعت خططا لولوج هذا المجال الجديد، إما منفردة، وإما في إطار شراكات مع مؤسسات عربية ودولية متخصصة.
وعرفت التمويلات الإسلامية توسعا قويا في الفترة الأخيرة، وانتقل حجمها في العالم من 80 مليارا دولار في 2011 إلى 131 مليارا في 2012 لتقفز إلى تريليون 500 مليار دولار في العام الجاري، ويتوقع أن تصل إلى 2 تريليون العام المقبل، حسب البلتاجي.
ويرى الخبراء أن الاستثمار الإسلامي يتميز بشفافية العقود، والطابع الملموس للأصول ووفرة السيولة المالية، والتي مكنتها ليس فقط من اجتياز الأزمة المالية العالمية بسلام، وإنما الاستفادة منها أيضا".
ويلفت الخبراء أن الربح في الفكر الإسلامي يعد وقاية لرأس المال حيث يجمع جمهور الفقهاء على أنه " لا ربح إلا بعد سلامة رأس المال "، وأن الربح وقاية لرأس المال وجابر له من الخسران الذي يلحق به".
ويتميز الاستثمار في البنوك الإسلامية بالعديد من السمات، من أهمها التعدد والتنوع بما يوفر أساليب تتناسب مع كافة الاحتياجات، والبعد عن استخدام أسعار الفائدة، وتمسك إدارة البنك الإسلامي بالمفهوم الحقيقي للنقود باعتبارها وسيلة للاستثمار، وليست سلعة.
ويعمل الاستثمار في البنوك الإسلامية على ربط المشروعات الاستثمارية بالاحتياجات الحقيقية للمجتمع، والالتزام بأحكام الإسلام، إباحة أو منعا، في مختلف الأنشطة الاستثمارية للبنك، حسب الخبراء في التمويلات الإسلامية.
البلتاجي: المغرب يضيع استثمارات هائلة بسبب
100 out of 100 based on 100 ratings. 100 user reviews.
100 out of 100 based on 100 ratings. 100 user reviews.
0 التعليقات :
إرسال تعليق